Saturday 1 May 2010

الرقيب الداخلي ( اذا غاب القط العب يا فار


لنعد الى الوراء ... يوم كنا صغاراً .... ونحن نعيش في اوساط مجتمعاتنا ....
نخاف ان من ان يقال فلان فعل و فعل ....
ولا نخاف ان يذكرنا الملأ الاعلى عند الله وهو المطلع على اسرار قلوبنا ....

في احدى مقالات الشيخ سلمان العودة ذكر في معرض حديثه :
الأب والمعلم أو الفقيه ليس شرطياً يملي على الأبناء والبنات, مهمته الأمر والنهي دون مراجعة ولا سؤال ،
وأولادك سيكبرون ويستقلون في بيوتهم ، والمسؤول لن يدوم لهم ..
وإن كان هذا لا يمنع أن يمارس دور الشرطي في حالة من الحالات .
- انتهى كلامه -

ما الذي يحدث للمبتعثين عندما يخرج من بيئته ليتصادم مع ثقافه وحضارة اخرى
وهو ليس لديه مرجعيه ثقافيه غير ما يقوله مجتمعه ...
فهو ليس بالانسان القارئ ... والذي يبحث عن الحقيقة في بطون الكتب ...
فهو ما بين متابع للكورة ... و لاعب بلوت .. ومفرط في الصلاة ...
يصلي لان ابوه يضربه في صغره على الصلاة ولكي لا يقال فلان ابن فلان لا يصلي * مقتبس من كلام الشيخ سلمان*
يتابع الكورة لانه الشيء الوحيد الذي يفهمه في الحياة ...
ثم يأتي ليدرس للخارج ....
فيغيب المجتمع الذي كان يخاف من سطوة لسانه ...
ويغيب ذاك الاب و سوطه المعنوي والحسّي ...
وتغيب صورة امه الثكلي التي بكت يوم سفره وهي تثق بابنها ثقة عمياء ...
فتتلاشى صورتها من مخيلته ...
فيجد نفسه وسط هذا الزخم الهائل .. المنجرف من كل شيء حوله ...
لحوم مكشوفه تتحرك حوله تناديه ...
كؤوس تتراقص في كل مكاااان ...
دخانٍُ يعلو ويعلو ويعلو ليحيط به .. فيخيّل اليه انه فوق سحابة في السماء ..
ويعتقد للحظه انه في جنات النعيم ... وان الجميلات من حوله هن الحور العين ...
فهو هنا يرى ما لا عينه رأت من قبل ...
ويح قلبي ... وكفى !!!!

من سيمنعه من كل ما حوله .. قولوا لي ما الذي سيمنعه !!!
لا شيء يمنعه ... هو بعيد عن الألسنة التي تتحدث .. في مجتمع غريب ..
لا يعرف للحرام اي معنى !!!

سيمنعه ذاك الرقيب الداخلي الذي يقول له قف !!!!
انت لست مثلهم !!!
انت مختلف عنهم !! انت الذي اختارك رب العالمين من فوق سبع سموات من على عرشه جلّ جلاله ...
ليكرمك .. ويهديك ...ويعتقك من النار ... فكتب في صحيفتك .. انك ... مسلم ..

انه الرقيب الذي تحرك في قلب يوسف عليه السلام عندما اغلقت الابواب و اوصدت وجائته المعصية بذاتها تطلبه ...
انه الرقيب الذي يجعل كل شيء يتلاشى حولك ..فتجد نفسك انت فقط و نورُ يشعّ اليك من السماء ليٍسلّط عليك انت فقط ... فتشعر بالرسالة الموجههة اليك بسكون ...
انه ذاك الرقيب الذي لا تحتاج معه الى اي رقيب أخر ...

( إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا )

No comments:

Post a Comment